وَأَنه لَيْسَ فِي الأَرْض من تطيب نَفسِي أَن يفضل عَليّ غيركما وَلَا أرفع حَالا فِي أَمر الدّين وَالدُّنْيَا سواكما
وَأَقل مَا يُوجب ذَلِك عَلَيْكُمَا أَن تصيخا إِلَى قولي وتتعظا بوعظي وتتفهما إرشادي ونصحي وتتيقنا أَنِّي لم أنهكما عَن خير وَلَا أمرتكما بشر وتسلكا السَّبِيل الَّتِي نهجتها وتمتثلا الْحَال الَّتِي مثلتها
واعلما أننا أهل بَيت لم يخل بِفضل الله مَا انْتهى إِلَيْنَا مِنْهُ من صَلَاح وَتَدين وعفاف وتصاون فَكَانَ بَنو أَيُّوب بن وَارِث عَفا الله عَنَّا وعنهم أَجْمَعِينَ جدنا سعد ثمَّ كَانَ بَنو سعد سُلَيْمَان وَخلف وَعبد الرَّحْمَن وَأحمد
وَكَانَ أوفر الصّلاح والتدين والتورع والتعبد فِي جدكم خلف كَانَ مَعَ جاهه وحاله واتساع دُنْيَاهُ منقبضا عَنْهَا متقللا مِنْهَا ثمَّ أقبل على الْعِبَادَة وَالِاعْتِكَاف إِلَى أَن توفّي رَحمَه الله
ثمَّ كَانَ بَنو خلف عماكما عَليّ وَعمر وأبوكما سُلَيْمَان وعماكما مُحَمَّد وَإِبْرَاهِيم فَلم يكن فِي أعمامكما إِلَّا مَشْهُور بِالْحَجِّ وَالْجهَاد وَالصَّلَاح والعفاف حَتَّى توفّي مِنْهُم على ذَلِك عَفا الله عَنَّا وعنهم
وكأنني لَاحق بهم ووارد عَلَيْهِم وَيصير الْأَمر إلَيْكُمَا فَلَا تأخذا غير سبيلهم وَلَا ترضيا غير أَحْوَالهم فَإِن استطعتما الزِّيَادَة فلأنفسكما تمهدان وَلها تبنيان وَإِلَّا فَلَا تقصرا عَن حَالهم