الكلام والاسترسال (?)، ودعا مقدم القافلة فقال له: أنظر من معك، واقد قدر صاحبك، ولا تصل إلي إلا بكتابه شاكرا، وإلا فلا ترجع إلى البلد، فشكرناه، ودعونا له، وقام، فخسر (?) ركابه، وحان (?) إيابه، وانصرف في كبكبته، وقد عصمنا الله من سطوته، وخرجت عن عكا إلى طبرية، على حوران، والبثنية (?)، وعدلت عن بصرى إلى دمشق، لوجوه بيناها في كتاب ترتيب الرحلة، فمن هنالك (?) أشرق (?) الحق بنوره، واتصل المسير إلى دار السلام، فألفيت بها (?) من رؤساء العلم، ورؤوسه، وأشياخ الملة، وأحبارها، ما يملأ الخافقين، فقلت: هذه ضالتي التي كنت أنشد (?)، وكان فيها قاضيان عظيمان دينا في الظاهر، أبو اليمن الحنفي (?)، وأبو سعد الهروي (?) فجالستهما وسمعت كلامهما، وإذا بهما (?) على هذا المذهب وأحدهما وإن كان يلوح فأبو سعد كان يصرح، ولم يكن يظن أن عندي من مذهب القوم، وأغراضهم علما (?) وفشا ذلك في خراسان، من لدن موت أبي الفتح