عتاب، ومتى كان استوفى المشيخة حتى يأخذ من (?) الشبان؟ وولى عمر أيضا كذلك، وبادر بعزل خالد، وذلك كله لفقه عظيم، ومعارف بديعة بيانها في موضعها من كتب الإمامة والسياسة من الأصول، فخذوا في فن (?) غير هذا (?)، فليس هذا الباب مما تلوكه أشداق أهل الآداب وأما ما روي عن معاوية أنه استدعى شهودا، فشهد السلولي (?) وسواه فسل (?) من الحق، ما روي عن السلولي، فإنه لم يكن قط، وأسعد بإسقاط (?) ما روي في القصة سعيد أو سعد (?). وأما كلام أبي بكرة أخيه (?) لأمه، فغير ضائر له لأن ذلك رأي من (?) أبي بكرة واجتهاد (?). وأما قولهم فيها عن أبي بكرة (?) (أنه زني أمه) فلو كان ذلك صحيحا لم يضر أمه ما جرى (?) في الجاهلية، في الدين، فإن الله عفا عن أمر (?) الجاهلية كلها بالإسلام، وأسقط الإثم والعار (?) منه، فلا يذكره إلا جاهل به.
قال القاضي أبو بكر رضي [و 124 ب] الله عنه: والناس إذا لم يجدوا عيبا لأحد، وغلبهم حسدهم عليه، وعداوتهم له، أحدثوا له عيوبا، فاقبلوا الوصية، ولا تلتفتوا إلا إلى ما صح من الأخبار، واجتنبوا - كما ذكرت لكم - أهل التواريخ، فإنهم ذكروا عن السلف أخبارا صحيحة يسيرة (?)، ليتوسلوا بذلك إلى رواية الأباطيل، فيقذفوا - كما قدمنا - في قلوب الناس ما لا