فاستبد عبد الرحمن بن عوف بالأمر، بعد أن أخرج نفسه على أن يجتهد للمسلمين في الأسد والأشد فكان كما فعل، و (?) ولاها من استحقها، ولم يكن غيره أولى منه بها حسبما بيناه (?) في "مراتب الخلافة" من "أنوار الفجر" (?) وفي غيره من الحديث. وقتل عثمان فلم يبق على الأرض أحق بعلي منها (?)، فجاءته على قدر، في وقتها ومحلها، وبين الله على يده (?) من الأحكام والعلوم ما شاء أن يبين. وقد قال عمر: لولا علي هلك (?) عمر. وظهر من فقهه وعلمه في قتال أهل القبلة، من استدعائهم ومناظرتهم، وترك مبادأتهم (?)، والتقدم إليهم قبل نصب الحرب معهم، وندائه: لا تبدأوا (?) بالحرب، ولا يتبع مول، ولا يجهز على جريح، ولا تهاج امرأة، ولم (?) يغنم (?) لهم مالا، وأمره بقبول شهادتهم، والصلاة خلفهم، حتى قال أهل العلم: لولا ما جرى، ما عرفنا حكم قتال أهل البغي.
وأما خروج طلحة والزبير، فقد تقدم بيانه، وأما تكفيرهم للخلق، فهم الكفار. وقد بينا أحوال أهل الذنوب الذين ليس منهم عليها (?) شر (?) في غير ما كتاب، وشرحناها في كل باب. فإن قيل: فقد قال العباس في علي ما رواه الأئمة [و 113 أ]، أن العباس وعليا اختصما عند عمر في شأن أوقاف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (?) فقال العباس لعمر: يا أمير المؤمنين: اقض بيني وبين هذا الظالم، الكاذب، الغادر، الآثم، الخائن (?). فقال الرهط لعمر (?): يا أمير