وأما دعواهم رؤية الملائكة والأنبياء، وسماع كلامهم، فذلك ممكن للكافر والمؤمن، فأما رؤية الكافر له (?)، فعقوبة، وحجة (?) وبلاء (?)، وفتنة، وأما رؤية المؤمن (?) فكرامة، ولو كان رؤيتهم للملائكة - كما يقولون - لصفاء القلب (?) فيتجلون فيه (?) لاقتصرت (?) رؤيتهم على القلب الصقيل، ولم يرهم قلب لصدأ (?)، قد تراكم بالرين، وهذا مما يمنعونه سرا، ولا يقدرون عليه جهرا، لأنهم يتظاهرون بالإسلام، فأما الفلاسفة فيمنعونه (?)، وسيأتي الكلام معهم في طريقتهم (?)، في الأدلة، وعقيدتهم في الملة إن شاء الله تعالى (?). وقد سمعت الصحابة كلام الملائكة، وسمعها من لم يؤمن، ورأوها (?) في صورة الآدمي، ورأوها (?) في صورة النحل (?)، ولم يكونوا من صفاء القلب، وقطع العلائق بحيث يشترطون في رؤيتهم، وإن كانوا من تقوى الإله، وفضل المعرفة، بأوفى مرتبة، فهذه (?) دعاوى باطلة، لا أصل لها في منقول ولا معقول.

وأما قولهم: إن النفس تؤثر من (?) ذاتها حتى تترقى إلى جنسها (?)، حتى تترقى إلى العوالم (?)، فيبعد أن يتخيل هذا عاقل، فكيف عالم، إنه ليس لشيء تأثير، ولا صنع (?)، ولا توليد، لما (?) ثبت من الأدلة في موضعه، فإنه (?) لا خالق إلا الله، ولا يخرج من العدم إلى الوجود شيء إلا بقدرته [و 13 أ]، وقد دللنا على ذلك في موضعه، واعطف على شيخنا بالكلام، دون غيره من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015