كأنه ينظر من وراء شف (?)، ألا ترى إلى (?) النائم إذا أفلت (?) قلبه من يد الحواس، وانفك من أسرها، كيف تتجلى (?) له الحقائق، تارة بعينها، وأخرى بمثالها. قال لي: وقد تقوى النفس، ويصفو القلب حتى يؤثر في العوالم، فإن للنفس قوة تأثيرية موجدة (?)، ولكن كما قلنا، ما يتوارد عليها من شعوب البدن، وعلائق الشهوات، يحول بينها وبين تأثيرها، حتى لا يبقى لها تأثير إلا في محلها، وهو البدن خاصة (?)، كالرجل يمشي في الأرض، على عرض شبر، ولو علا جدارا مرتفعا، عرضه ذراع، ما استطاع أن يبسط خطاه عليه فإنه (?) يتوهم سقوطه عنه، فإذا استشعرت ذلك النفس (?) واستقرت عليه، انفعل (?) البدن لها، وسقط مسرعا، وقد تقوى على أكثر من ذلك، فيكون تأثيرها في غير محلها من جنسها، كما ينظر الرائي إلى جسم حسن، فيقع في قلبه استحسانه، فإذا نطق بذلك عليه، تأثر بذلك الجسم فليط (?) به، أو هلك في ذاته، ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إن العين لتدخل الرجل القبر، والجمل القدر" (?) وقد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015