باتفاق، وثبت (?) أن الإله هو الذي ليس على حال من أحوال الموجودات (?) كلها، وهذا ما لا خلاف فيه بين العقلاء منهم ومنا، بيد أنهم لا يفون هذا الأصل حقه في التوابع. وأما العقل فإنه معلوم به، لا إشكال فيه عند أحد، بيد أن الملحدة، والشيعة (?) أدخلته سوق الاشتباه قصد الالتباس، أو جهالة فطرية، وطرأ عليه أيضا (?) استعمال العرب له في ثمراته وفائدته، في (?) بعض مقدماته، فصار لذلك مشكلا على من هو دخيل في لسان العرب، وبهذا كله وجدت الملحدة السبيل إلى دخيلتها. وأهل الفلسفة يطلقونه في (?) معان كثيرة، منه عملي، وهي قوة تنشأ عنها قوة أخرى، منطلقة إلى ما يختار (?) من الجزئيات، وهذا فيما لا يخلو أن يكون علما أو نظرا أو إرادة. ومنها عقل هيولاني، وهذا تهويل، يعبرون به عن قوة في النفس صالحة لقبول ماهيات الأشياء مطلقة معراة عن موادها، بها (?) فارق الكامل الصبي، والبهيمة، وهذا إنما يرجع إلى علوم مركبة على غيرها، فالصبي يعلم، والدابة تعلم، لكن (?) علما مقصورا، والكامل يعلم عليه زيادة، ومنها عندهم عقل فعال، وهي القوة التي تعلم (?) متى شاء عقلها، وأحضرها بالفعل (?)، وهذا هو عبارة عن تجريد (?) النظر في الخفي باستخراجه من المعلوم الحاضر، مع الذكر له، وليس في (?) شيء [و 46 أ]، من ذلك إشكال، إلا من عباراتهم، وإلا فهي علوم كلها مرتبط بعضها بالبعض (?)، ويتركب على (?) البعض، وكلها تترتب (?) على العلوم الضرورية، وتزيد وتنقص، وتنسى وتذكر، وقد بينا في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015