قال أحد منهم: أنا في غير حقيقة، وإنما (?) كانوا ينفون الحقائق عن أقوال (?) الرسل (?) في دعاويها التوسط، وهم متفقون على إقرار الحقائق (?) في نصابها، وإتيانها من بابها، وإنما قابلوا أدلة الرسل بالشبهات، وجروا في ميدان النظر والدلالات، فعاند من عاندة وسدد من سدد.
ويحتمل أن يكون أبو حامد، قد بنى هذا على مذهب الصوفية، في أن العلم من ثمرات العمل، وهو وإن صح كان قلبا للقوس (?) ركوة (?)، فليس في أول رتوة (?)، وإنما يكون ذلك دعوى في النظريات، أو في الزيادة على مقتضى الأدلة، وربما شبهوا (?) في ذلك بقوله تعالى (?): {واتقوا الله ويعلمكم الله} [البقرة: 282]. فأفاد هذا الظاهر أن العلم ثمرة التقوى التي هي أصل الأعمال، وترجمة (?) جميعها أو كلها، وأثروا (?) ذلك عن مالك رضي الله عنه (?)، إسكاتا (?) لنا، واعتضادا بإمامته (?) علينا، من قوله: ليس العلم بكثرة الرواية، وإنما هو نور يضعه الله في قلب من يشاء، قال القاضي أبو بكر (?): وهذا مقطع شريف ليس من غرضهم في شيء [و5 ب] وإنما له