الجور والكذب ما كان العقل موجودا وما كان ذلك واقعا لمجنون (?) أو منقوص (?). فقال له جعفر بن حرب: إنك تقول: إن الله يقدر على ظلم المجانين، ولا يقدر على ظلم (?) العقلاء. فافترق يومئذ القوم على انقطاع كل واحد منهم (?) وعجزه عن الانفصال عما ألزم على مذهبه، فلما انتهت نوبة الاعتزال (?) إلى الجبائي (?) وابنه (?) أمسكا عن الجواب في هذه المسألة.

وذكر بعض أصحاب أبي هاشم (?) هذه المسألة في كتابه فقال: من قال (?): هل يصح وقوع ما يقدر الله عليه من الظلم والكذب؟ قلنا له: لا (?) يصح وقوع ذلك منه ما كان قادرا عليه، لأن القدرة على المحال محال. فإن قال: أفيجوز وقوعه منه؟ قلنا: لا يجوز وقوعه منه لعلمه بقبحه وغناه عنه، فإن قال: أخبرونا لو وقع مقدوره من الظلم والكذب، كيف يكون حاله في نفسه؟ هل كان يدل وقوع الظلم والكذب منه على جهله أو حاجته؟ قلنا: ذلك محال، لأنا قد علمناه، عالما غنيا، فإن قال [و 26 أ]، لو وقع منه الظلم والكذب، هل يجوز أن يقال: أن ذلك لا يدل على جهله أو (?) حاجته؟ قلنا: لا يقال ذلك، لأنا قد علمنا دلالة الظلم على جهل فاعله أو حاجته. فإن قال: فإنكم (?) لا تجيبون على سؤال من سألكم، والكذب (?) منه على جهل فاعله أو حاجته (?) بإثبات ولا نفي، قلنا كذلك نقول.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015