قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} [الذاريات: 56]، وقال تعالى: {ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين} [السجدة: 13]، فتعارضت أسباب المقادير عليه، مع توجه الوظائف إليه، وصار لا يدري على أي صدغيه (?) يقع، ولا من أي جهة يستضر (?) أو ينتفع، إن أقامه الشرع إلى العبادة أقعدته الراحة، أو أراد العف (?) بالكف، جذبته (?) الاستباحة.
وصار بهذا الارتباك جملة عظيمة، في يد الاشتباك، هاوين في دركات الهلاك، وتقطعت بهم الأسباب أيادي سبأ في الضلالات، وسلكوا من (?) الباطل في متاهات، تعطيل من غير تحصيل، وكيد سابق (?) في تضليل، التقى الكل في حيرة (?) النظر في أربعة مواقف.