النحو الوافي (صفحة 781)

"مًقُول القول" دائماً، ولا تسمى "محكية بالقول" إلا إذا سبق النطق بها.

فالقول بمعنى "الظن" لا حكاية معه -كما عرفنا- إذا وقع له مفعولاه المنصوبان. فإذا تغير ضبطهما وصارا مرفوعين أصاله (?) فإن معناه وعمله يتغيران تبعاً لذلك؛ إذ يصير معناه: النطق المجرد، ويقتصر عمله على نصب مفعول واحد فتكون الجملة الجديد اسمية في محل نصب، تسدّ مسدّ مفعوله.

***

شروط القول بمعنى الظن:

يشترط النحاة ما يأتي لإجراء القول مجرى الظن معنى وعملاً، طبقاً لما استنبطوه من أفصح اللغات العربية، وأكثرها شيوعاً:

(?) أن يكون فعلاً مضارعاً.

(?) وأن يكون للمخاطب بأنواعه المختلفة (?) .

(?) وأن يكون مسبوقاً باستفهام (?) .

(?) وألا يَفصل بين الاستفهام والمضارع فاصل. لكنْ يجوز الفصل بالظرف، أو بالجار (?) مع مجروره، أو بمعمول آخر للفعل، أو بمعمول معموله (?) .

وكثير من النحاة لا يشترط عدم الفصل، ورأيه قوي، والأخذ به أيسر.

(?) ألا يتعدى بلام الجر، وإلا وجب الرفع على الحكاية (?) ، نحو: أتقول للوالد فضلُك مشكورٌ؟.

فمثال المستوفي للشروط الخمسة: أتقول المنافقَ أخطرَ من العدو؟

أتقول الاستحمامَ ضارّاً بعد الأكل مباشرة؟.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015