النحو الوافي (صفحة 2428)

وأما أحكامها النحوية1: فإنها أداة شرطية قياسية الاستعمال؛ لا تجزم على الراي الأرجح2، ولا بد لها -كما سبق- من جملتين بعدها3؛ أولاهما: "الشرطية"، تليها: "الجوابية والجزائية". والأغلب أن تكون الجملتان فعليتين، ماضويتين لفظا ومعنى معا، أو معنى فقط "بأن يكون الفعل مضارعا مسبوقا بالحرف: "لم"4.

والفعل الماضي فيهما باق على مضيه؛ فلا يتغير زمنه بوجود "لو" الامتناعية، ومن الأمثلة: لو تراحم الناس لعاشوا إخوانا، لم يعرفهم البؤس، ولا الشقاء، ولا العداء، وقول الشاعر:

إن أرضا تسري5 إليها لو اسطا ... عت6 لسارت إليك قبل مسيرك

وقولهم: لو لم يثق المرء بعدل الخالق لعاش معذبا بالياسن ولو لم يطمئن إلى حكمته لاحترق بنار الشك.

فإن جاء بعدها مضارع لفظا ومعنى قلبت زمنه للمضي مع بقاء لفظه على حاله، ومن الأمثلة: لو يجيء الضيف أمس لأكرمته. وقول الشاعر:

رهبان مدين، والذين عهدتهم ... يبكون من حذر العذاب قعودا

لو يسمعون كما سمعت كلامها ... خروا لعزة ركعا وسجودا

والمراد: لو جاء الضيف7 ... لو سمعوا7.

ولجوابها أحكام أخرى -غير المضي- يشترك في أكثرها جواب "لو" غير الامتناعية، وسنعرفها8.

ب- "لو" الشرطية غير الامتناعية9. معناها: وأحكامها10 النحوية:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015