النحو الوافي (صفحة 2236)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ـــــــــــــــــــــــــــــ

ما بعده علة لما قبله من كلام مثبت1، غالبا؛ فهي بمنزلة "لام التعليل" السابقة2 معنى وعملا". ولها أربع صورة:

الأولى: أن تدخل على "ما" الاستفهامية، -للسؤال عن العلة- فتجرها؛ نحو: كيم تكثر الغابات في المناطق الاستوائية؟ بمعنى: لم تكثر الغابات..؟ ولا يصح أن تكون هنا مصدرية؛ لوجود فاصل قوي بينهما وبين المضارع، ولفساد التركيب والمعنى على المصدرية.

الثانية: أن تدخل على: "ما" المصدرية فتجر المصدر المؤول: كقول الشاعر:

إذا أنت لم تنفع فضر؛ فإنما ... يرجى الفتى كيما يضر وينفع

أي: يرجى الفتى "كي" الضر والنفع؛ بمعنى: للضر والنفع3. فلا يصح -في الراجح- اعتبارها مصدرية؛ لوجود الفاصل، ولأن الحرف المصدري لا يدخل على حرف مصدري -في الفصيح لا لتوكيد لفظي في بعض الحالات، أو لضرورة شعرية، وكلاهما غير مستحسن هنا ...

الثالثة: الداخلة على: "لام الجر" كقول الشاعر يفتخر بكرمه:

فأوقدت ناري كي ليبصر ضوءها ... وأخرجت كلبي وهو في البيت داخله

ولا يصح اعتبارها مصدرية؛ لوجود الفاصل، أما هذا المضارع المنصوب بعدها فناصبه: "أن" المضمرة جوازا بعد لام التعليل.

الرابعة: الداخلة على "أن" المضمرة وجوبا -عند البصريين؛ نحو: أخلص في عملي كي أرفع شأن وطني وهذا على اعتبار الناصب للمضارع عندهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015