وكل امرئ يُولِي الجَمِيل محبَّب ... وكل مكان يُنبِت العِزَّ طَيّب1
ولا خيرْ فيمَن ظلَّ يَبْغِي لِنفْسِه ... مِن الخير ما لا يَبْتَغِي لأخيه
إذا لم أجد في بلدةٍ ما أُريده ... فعِنْدِي لأُخرى عَزْمة ورِكاب2
وليس عِتاب الناس لِلمرءِ نافعاً ... إذا لم يكن للمرء لُبّ يعاتبه
لَعَمْرِي ما ضاقت بلاد بأهلها ... ولكنَّ أخلاق الرِّجال تَضيق
إِذَا امْتَحنَ الدنيا لبيبٌ تَكَشَّفت ... له عن عَدْوٍّ في ثياب صديق3
وَمَنْ يَك ذا فَم مُرٍّ مَريض ... يَجِد مُرًّا به الماء الزُّلالا
قد يُنعِم الله بالبلوى وإن عَظمت ... وَيَبْتَلي الله بعض القوم بالنِّعَم4
وقد تَسْلب الأيام حالات أهلها ... وتَعْدو على أُسد الرِّجال الثعالب
إذا ساءَ فعل المرء ساءت ظنونه ... وصَدَّق ما يعتاده من توهم5
وإذا كانت النفوس كِبَارا ... تَعِبَت في مُرادها الأجسام
إذا المرء أعيتْه المروءة ناشئاً ... فمطلبُها كَهْلًا عليه شديد6