ما اتصل بالضمير، لتسلط على الاسم السابق فنصبه، ولو أنك نظرتَ إلى بقية الأمثلة في الطائفتين الأخْريين لرأيت ذلك ماثلاً في جميعها. هذا الاسم المتقدم في هذه الأمثلة وأشباهها يُسَمَّى "مَشْغُولاً عنه".

ارجع بنا ثانية إلى الطائفة الأولى تجد المشغول عنه مسبوقاً بأدوات هي: "إِن" الشرطية، و"هل" و"هلَّا" التي للتّحضِيض1، وهذه الأمثلة لا تدخل إلا على الأفعال2 فإذا جاء بعدها اسم كان مفعولاً لفعل محذوف يفسره الفعل المذكور في الجملة، ولما كان المذكور في الأمثلة طالباً مفعولاً به، وجب أن يكون الفعل المحذوف طالباً مفعولاً به كذلك، وعلى هذا يكون كل اسم من الأسماء: "الغريب" و"المجد" و"كلمة حق" واجب النصب بفعل محذوف يفسره الفعل المذكور، فالمشغول عنهُ في هذه الأمثال وأشباهها واجبُ النصب لوقوعه بعد أداة تختص بالدخول على الأفعال3.

وإذا تأملت الطائفة الثانية، رأيت المشغول عنه في المثال الأول مسبوقاً "بإذا الفجائية" وهي تختص بالدخول على الأسماء4، وفي المثالين التاليين متلوّاً بأداة لا يعمل ما بعدها فيما قبلها، كأدوات الشرط والاستفهام والتحضيض وغيرها، فالمشغول عنه في المثال الأول يجب رفعه بالابتداء لأن إذا الفجائية كما قلنا لا تدخل إلا على الجمل الاسمية, والمشغول عنه في المثالين التاليين يجب رفعه بالابتداء أيضاً؛ لأن الفعل الذي بعد الأدوات

طور بواسطة نورين ميديا © 2015