النحو المصفي (صفحة 680)

فالأصل في اسم التفضيل أن يرفع الضمير المستتر، أما رفع الاسم الظاهر والضمير البارز، كما في المثالين الأخيرين فهو -كما وصفه ابن هشام- لغة ضعيفة.

قال النحاة: ويستثنى من ذلك "مسألة الكحل" فإنه يصح رفع الاسم الظاهر فيها بعد اسم التفضيل قياسا مطردا بلا ضعف.

وضابط هذه المسألة: أن يتقدم على اسم التفضيل نفي بعده اسم نكرة موصوف باسم التفضيل، بعده اسم مفضل على نفسه باعتبارين، فلنتأمل في ذلك الشواهد التالية:

- مثال المسألة: ما رأيتُ فتاةً أحسنَ في عينها الكحلُ منه في عين هند.

- ما ورد في الأثر: "ما من أيامٍ أحبَّ إلى الله فيها الصومُ منه في عشر ذي الحجة".

- قول الشاعر:

ما رأيت امرأً أحَبَّ إليه الـ ... ـبذلُ منه إليك يا ابنَ سنان1

ومن البيّن أن كل هذه الشواهد مستوفاة للشروط التي سبق ذكرها.

ما ينصب مع اسم التفضيل:

لاحظ الأمثلة الآتية:

الإنسانُ أعْظَمُ المخلوقاتِ ذَكَاءً.

وهو أفْضَلُها عند الله كرامةً.

ولكنه أقْسَاهَا جُحُودًا ونُكْرَانًا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015