فالأصل في اسم التفضيل أن يرفع الضمير المستتر، أما رفع الاسم الظاهر والضمير البارز، كما في المثالين الأخيرين فهو -كما وصفه ابن هشام- لغة ضعيفة.
قال النحاة: ويستثنى من ذلك "مسألة الكحل" فإنه يصح رفع الاسم الظاهر فيها بعد اسم التفضيل قياسا مطردا بلا ضعف.
وضابط هذه المسألة: أن يتقدم على اسم التفضيل نفي بعده اسم نكرة موصوف باسم التفضيل، بعده اسم مفضل على نفسه باعتبارين، فلنتأمل في ذلك الشواهد التالية:
- مثال المسألة: ما رأيتُ فتاةً أحسنَ في عينها الكحلُ منه في عين هند.
- ما ورد في الأثر: "ما من أيامٍ أحبَّ إلى الله فيها الصومُ منه في عشر ذي الحجة".
- قول الشاعر:
ما رأيت امرأً أحَبَّ إليه الـ ... ـبذلُ منه إليك يا ابنَ سنان1
ومن البيّن أن كل هذه الشواهد مستوفاة للشروط التي سبق ذكرها.
ما ينصب مع اسم التفضيل:
لاحظ الأمثلة الآتية:
الإنسانُ أعْظَمُ المخلوقاتِ ذَكَاءً.
وهو أفْضَلُها عند الله كرامةً.
ولكنه أقْسَاهَا جُحُودًا ونُكْرَانًا.