النحو المصفي (صفحة 596)

قول أحد الرجاز يتحدث عن عمر بن الخطاب:

أقسمَ باللهِ أبو حَفْصٍ عُمَرْ

ما مَسَّها من نَقَبٍ ولا دَبَرْ

فاغفِرْ له اللَّهم إن كان فَجَرْ1

ما يفيده عطف البيان نحويًّا وبلاغيًّا:

يفيد عطف البيان نحويا غرضين رئيسين هما:

الأول: توضيح المعرفة: تقول: "مدحَ القرآنُ المسيحَ عيسى بن مريم وذمَّ اليهودَ، إذ آذَوْا كليمَ الله موسى".

الثاني: تخصيص النكرة: تقول: "نحن الآن في جَوِّ ربيع، وكنا قبل ذلك في طَقس شتاء" ومن ذلك قول القرآن: {يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ} 2.

هذا الغرضان السابقان لا يخلو عطف البيان من أحدهما في أي جملة تحتوي عليه، لكنه -مع ذلك- يفيد أغراضا أسلوبية أخرى تُهِمُّ دارس البلاغة لا دارس النحو، ومن هذه الأغراض مثلا:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015