النحو المصفي (صفحة 588)

وعلي ذلك يفهم ما جاء في أوضح المسالك نصا قال: وليس منه -أي التوكيد: {خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً} 1 خلافا لمن وهم، ولا قراءة بعضهم: "إِنَّا كُلًّا فِيهَاْ"2 خلافا للفراء والزمخشري، بل "جميعًا" حال و "كلًّا" بدل. ا. هـ.

فمن البيّن أن الآيتين لم تكونا من باب التوكيد؛ لأن اللفظين "جميع، كل" لم يضافا فيهما إلى الضمير، فخرجا من هذا الباب إلى أبواب أخرى في الإعراب.

المجموعة الرابعة: أجْمَع وما تفرع عنه:

يقصد بما تفرع عنه: "جمعاء " للمفردة المؤنثة و "أجمعون" لجماعة الذكور و "جُمَع" لجماعة الإناث.

ومن الصفات التي تأتي عليها هذه الألفاظ حين التوكيد بها ما يلي:

أ- أنها تستعمل لتوكيد المفرد والجمع فقط فلا تستعمل في المثنى.

ب- أنها لا تتصل بضمير يعود على المؤكد، بل يكتفى بصيغها -المفردة والمجموعة- عن هذا الضمير، بخلاف "كل، جميع" حيث تبقى على صورة واحدة وتوجه للمؤكَّد بواسطة الضمير.

ج- أن الغالب في هذه الصيغ أن تستعمل"لزيادة التوكيد" أو بعبارة أخرى "لتوكيد التّوكيد" وذلك بأن ترد بعد لفظ "كل" في الكلام.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015