هذا المعنى نفسه هو الذي روعي في استخدام النحاة للكلمة، إذ يقصدون بالتوكيد: استخدام طرق خاصة لتقوية الكلام السابق وتثبيته سواء بإعادة اللفظ نفسه أم استعمال كلمات خاصة؛ لتثبيت المعنى ودفع الشبه عنه، وذلك كقولنا: "النفاقُ غشٌّ غشٌّ" أو قولنا: "سنقاتل سنقاتل، ولن نستسلم" أو قولنا: "الجبانُ لا يستحق الحياةَ نفسَها".
وقد ورد التوكيد في اللغة -بالمعنى السابق- على صورتين: صورة التوكيد اللفظي، وصورة التوكيد المعنوي.
التوكيد اللفظي:
هو -كما جاء في قطر الندى- إعادة اللفظ الأول بعينه ا. هـ، ويقصد بذلك أن يعاد المؤكَّد نطقا ومعنى، بقصد التقرير أو خوف النسيان أو عدم الإصغاء أو عدم الاعتناء، وقد يكون هذا اللفظ المعاد اسما أو فعلا أو حرفا أو جملة.
- ففي الاسم تقول: "المروءةَ المروءةَ" و"النفاقَ النفاقَ" وقول الجندي لزميله "انتبه، فقد هاجمتْنا الطائراتُ الطائراتُ".
وما روي من قول الرسول: "أيّما امرأةٍ قاصرٍ أنكحتْ نفسها بغير إذْنِ وليِّها فنكاحُها باطلٌ باطلٌ".
- وفي الفعل نقول: "صَمَّمَ صَمَّمَ شعبُنا على تحرير أرضه بعد ما تَأَلَّمَ تَأَلَّمَ لضياعِها".
ومن ذلك قول الشاعر:
فأينَ إلى أيْنَ النجاةُ ببغلتي ... أتَاك أتاك اللّاحقون احبس احبس1