ولكل من النطقين ما يؤيده من شواهد اللغة:
فقد وردت قراءات القرآن على لغة الحجازيين في التزام النصب في الآيتين:
- {وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى، إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى} 1.
- {مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ} 2.
لكن ورد على لغة بني تميم شعر فصيح وفيه الإتباع، ومن ذلك قول الراجز:
يا ليتني وأنت يا لَمِيسُ
في بلدةٍ ليس بها أنيسُ
إلا اليَعافيرُ وإلّا الْعِيسُ3
ثالثا: هذا التفصيل السابق إنما هو في المستثنى المتأخر عن المستثنى منه أما إذا تقدم على المستثنى منه، فيجب نصبه سواء أكان متصلا أم منقطعا لا فرق بين الاثنين في ذلك، وقد أوردت معظم كتب النحو الشاهد التالي في مدح آل البيت، قال الكميت:
وما لِيَ إلّا آلَ أحمدَ شِيعَةٌ ... وما لِيَ إلّا مَذْهَبَ الحقِّ مَذْهَبُ4