النحو المصفي (صفحة 403)

لكن، يصبح هذا التوسط أمرًا ضروريًّا في مسألتين:

الأولى: أن يتصل الفاعل بضمير يعود على المفعول.

لاحظ الأمثلة التالية:

أحبَّ الوطنَ أهلُه.

إذ يتعشقُ الأرضَ فلّاحوها.

ويحبُّ المصانعَ عمالُها.

ففي الأمثلة يجب أن يتأخر الفاعل عن المفعول، ولا يصح تقدمه.

- قال القرآن: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ} 1.

- وقال: {يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ} 2.

فالترتيب في هذه الصورة يكون هكذا: الفعل + المفعول + الفاعل ولم ترد على الأصل إلا لغة الشعر، ومن ذلك قول سليط بن سعد

جزَى بنوه أبا الغَيْلانِ عن كِبَرٍ ... وحسْنِ فعلٍ كما يُجْزَى سِنِمَّارُ3

الثانية: أن يكون الفاعل محصورا بطريقتَيْ "إنَّما، إلّا".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015