النحو المصفي (صفحة 296)

وتسمى أيضًا "اللام المزحلقة" لأنها في الأصل كانت مع المبتدأ وتفيد التوكيد -كما سبق شرحه- فلما دخلت "إنَّ" عليها، وهي أيضًا تفيد التوكيد -وكان من المكروه في الاستعمال العربي اجتماع أمرين يفيدان التوكيد في موضع واحد- زحلقت اللام عن موضعها إلى مواضع أخرى في الجملة الاسمية مع "إنّ" أهمها ثلاثة:

1- خبر "إن" كقول القرآن: {إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} 1.

2- اسم "إن" إذا تقدم عليه الخبر -يتقدم إذا كان شبه جملة كما سبق- ومن ذلك العبارة المشهورة -الحديث-: "إنّ من البَيَانِ لسحرًا وإنّ من الشعرِ لحكمةً".

3- ضمير الفصل الذي يأتي بين المبتدأ والخبر المعرفتين، كقول القرآن: {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ} 2.

همزة "إن":

"أنّ" المفتوحة الهمزة من حروف المصادر، بخلاف "إن" المكسورة الهمزة، ومعنى أن الأولى من حروف المصادر -كما سبق في باب المبتدأ- أنه يمكن استخلاص مصدر منها ومن جملتها معا يطلق عليه "المصدر المؤول" -وهذا المصدر المؤول -المتخيل- يعتبر كأنه كلمة موجودة فعلا- -وإن كان متخيلا- ويشغل الوظائف النحوية المختلفة، إذ يأتي مبتدأ وخبرا وفاعلا ومفعولا إلخ، فلنلاحظ ما يلي من الأمثلة:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015