وبناء على ذلك يفهم ما يوصف به هذا الضمير من أنه يمكن الابتداء به ويقع بعد الحرف "إلَّا" كقولنا: "ما هو إلَّا إلهٌ واحد ولا نعبد إلا إيّاه" فإن هذين الموضعين -كما سبق- من مواضع الاسم المستقل بنفسه نطقا والضمير البارز المنفصل يأتي فيهما، وهذا دليل على استقلاله.
هذا، والضمائر المنفصلة محصورة الألفاظ في مجموعتين:
المجموعة الأولى: ضمائر الرفع
وهي اثنتا عشرة لفظة: "أنا، نحن، أنتَ، أنتِ، أنتما، أنتم، أنتن، هو، هي، هما، هم، هنّ".
المجموعة الثانية: ضمائر النصب
وهي أيضا اثنتا عشرة: "إيَّاي، إيَّانا، إيّاكَ، إيّاكِ، إيَّاكما، إيَّاكم، إيّاكنّ، إيّاه، إياها، إيّاهما، إيّاهم، إيّاهنّ".
فالمجموعة الأولى لا تجيء إلا في مواضع الرفع: "مبتدأ، فاعل" إلخ، أما الثانية فإنها لا تأتي إلا منصوبة
"مفعول به، مستثنى" إلخ.
فلنتأمل النصوص الآتية:
- قول القرآن: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} 1.
- قول على: "إيَّاكم والْمُثْلَةَ ولو بالكلبِ العَقُور".
- ما أورده الجاحظ عن بعض الأعراب:
إذا أنتَ لم تدفع بحلمِك جاهلًا ... سفيهًا ولم تقْرِنْ به من يُجَاهِلُهْ
لَبِسْتَ له ثوبَ المذلّةِ صاغِرًا ... فأصبح قد أوْدَى بحقِّك باطله2