النحو المصفي (صفحة 141)

وبناء على ذلك يفهم ما يوصف به هذا الضمير من أنه يمكن الابتداء به ويقع بعد الحرف "إلَّا" كقولنا: "ما هو إلَّا إلهٌ واحد ولا نعبد إلا إيّاه" فإن هذين الموضعين -كما سبق- من مواضع الاسم المستقل بنفسه نطقا والضمير البارز المنفصل يأتي فيهما، وهذا دليل على استقلاله.

هذا، والضمائر المنفصلة محصورة الألفاظ في مجموعتين:

المجموعة الأولى: ضمائر الرفع

وهي اثنتا عشرة لفظة: "أنا، نحن، أنتَ، أنتِ، أنتما، أنتم، أنتن، هو، هي، هما، هم، هنّ".

المجموعة الثانية: ضمائر النصب

وهي أيضا اثنتا عشرة: "إيَّاي، إيَّانا، إيّاكَ، إيّاكِ، إيَّاكما، إيَّاكم، إيّاكنّ، إيّاه، إياها، إيّاهما، إيّاهم، إيّاهنّ".

فالمجموعة الأولى لا تجيء إلا في مواضع الرفع: "مبتدأ، فاعل" إلخ، أما الثانية فإنها لا تأتي إلا منصوبة

"مفعول به، مستثنى" إلخ.

فلنتأمل النصوص الآتية:

- قول القرآن: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} 1.

- قول على: "إيَّاكم والْمُثْلَةَ ولو بالكلبِ العَقُور".

- ما أورده الجاحظ عن بعض الأعراب:

إذا أنتَ لم تدفع بحلمِك جاهلًا ... سفيهًا ولم تقْرِنْ به من يُجَاهِلُهْ

لَبِسْتَ له ثوبَ المذلّةِ صاغِرًا ... فأصبح قد أوْدَى بحقِّك باطله2

طور بواسطة نورين ميديا © 2015