فأوصله الى سعيد الحاجب، فتوجّه به وسلّمه الى سعيد الحاجب، فقتله سعيد الحاجب فى شوّال؛ وفى قتلته أقوال كثيرة. وكان جوادا سمحا يطلق الألوف وكان متواضعا. قال يوما لأحمد بن يزيد المهلّبىّ: يا أحمد، ما أظنّ أحدا من بنى هاشم إلا وقد طمع فى الخلافة لما ولّيتها لبعدى عنها؛ فقال أحمد: يا أمير المؤمنين، وما أنت ببعيد، وإنما تقدّم العهد لمن رأى الله أن يقدّمه عليك؛ وكان فى لسان المستعين لثغة تميل الى السين المهملة والى الثاء المثلّثة. وبويع بعده ابن عمه المعتزّ.
وفيها توفى أحمد بن سعيد بن صخر الإمام الحافظ الفقيه أبو جعفر الدارمىّ، كان إماما محدّثا وكان الإمام أحمد بن حنبل اذا كاتبه يقول فى أوّل كتابه: لأبى جعفر أكرمه الله من أحمد بن حنبل. وفيها توفى إسحاق بن حنبل بن هلال بن أسد الشّيبانىّ عمّ الإمام أحمد بن حنبل، كان إماما فاضلا محدّثا، ومات وله اثنتان وتسعون سنة.
الذين ذكر الذهبىّ وفاتهم فى هذه السنة، قال: وفيها توفى أحمد بن عبد الله ابن [على»
بن] سويد بن منجوف، والمستعين بالله أحمد بن [محمد بن] المعتصم قتلا، وإسحاق بن بهلول الحافظ، والأمير أشناس، وزياد بن أيّوب، وعبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث، ومحمد بن بشّار بندار فى رجب، وأبو موسى محمد ابن المثنّى العنزىّ «2» الزّمن فى ذى القعدة، ومحمد بن منصور المكّىّ الجوّاز «3» ، ويعقوب ابن ابراهيم الدّورقىّ، ومحمد بن يحيى بن عبد الكريم الأزدىّ.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم ستة أذرع وثلاثة أصابع، مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعا وعشرون إصبعا.