أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم ذراعان وثلاثة أصابع، مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعاً وعشرة أصابع سواء.
*** السنة الثانية من ولاية حميد بن قحطبة على مصر وهي سنة أربع وأربعين ومائة- فيها غزا محمد بن أبى العباس السفاح الديلم بجيش الكوفة والبصرة وواسط والجزيرة. وفيها قدم محمد المهدي ابن الخليفة على أبيه أبي جعفر المنصور من خراسان وقد بنى بابنة عمه ريطة بنت السفاح. وفيها حج بالناس الخليفة أبو جعفر المنصور، وخلف على العسكر خازم بن خزيمة، فاستعمل على المدينة رياح بن عثمان المزنىّ وعزل محمد القسري. وكان المنصور قد أهمه شأن محمد وإبراهيم ابني عبد الله بن حسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، لتخلفهما عن الحضور إلى عنده مع الأشراف، وما كفاه ذلك حتى قيل له: إن محمد بن عبد الله المذكور ذكر أن المنصور لما حج قبل أن يلي الخلافة في حياة أخيه السفاح وكان ممن بايع له ليلة اشتور «1» بنو هاشم بمكة فيمن يعقدون له الخلافة حين «2» اضطرب ملك بني أمية. قلت: لعل ذلك كان قبل أن يلي السفّاح الخلافة وقبل قتل مروان الحمار. اهـ. وكان أبو جعفر المنصور سأل زياداً متولي المدينة عنهما قبل ذلك؛ فقال: ما يهمك [من أمرهما «3» ] يا أمير المؤمنين، أنا آتيك بهما، فضمنه إياهما في سنة ست وثلاثين ومائة ولم يف زياد بالضمانة، وصار المنصور في أمر عظيم من جهة عبد الله وابنيه، وطال عليه الأمر، وعبد الله وولداه