منهم ثلاثة آلاف رأس، ثم خرج صالح بن علي بعد ذلك من مصر إلى فلسطين واستخلف ابنه الفضل على صلاة مصر، فسافر حتى بلغ بلبيس ثم رجع إلى مصر وأقام بها إلى أن خرج منها ثانياً لأربع خلون من شهر رمضان سنة سبع وثلاثين ومائة فلقى أبا عون فأمره على صلاة مصر وخراجها معاً ومضى إلى فلسطين، ودخل أبو عون الفسطاط لأربع بقين من شهر رمضان من سنة سبع وثلاثين ومائة وسكن العسكر ودام على إمرة مصر، واستمر صالح بن علي بفلسطين إلى أن أمره المنصور بالتوجه لغزو الروم في سنة ثمان وثلاثين ومائة فخرج صالح حتى نزل مرج دابق، وأقبلت جيوش الروم مع ملكهم قسطنطين في مائة ألف، فلقيه صالح هذا بالمسلمين ونصره الله تعالى على الروم فقتل منهم وسبى وغنم، ثم حج بالناس في سنة إحدى وأربعين ومائة ثم غزا الروم والصائفة غير مرة، وهو الذي بنى حصن دابق ومات وهو عامل حمص بقنسرين، وقيل مات بعين أباغ «1» ، وقد بلغ ثمانياً وخمسين سنة، واستخلف ابنه الفضل على حمص فأقره الخليفة أبو جعفر المنصور على ذلك، وكان صالح صالحاً فاضلاً، وله رواية أسند عن أبيه، وروى عنه ابناه إسماعيل وعبد الملك، وهو عم السفاح والمنصور.
*** السنة الأولى من ولاية صالح بن علي العباسي الثانية على مصر وهي سنة ست وثلاثين ومائة- على أن أبا عون حكم منها أشهراً على مصر. فيها بايع أهل دمشق هاشم بن يزيد بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان لما بلغهم موت السفاح. وحكى الذهبي ذلك في سنة سبع وثلاثين ومائة اهـ، فتوجّه صالح ابن علي من فلسطين بالجيوش إلى الشام، فلما أظلهم صالح بالجيوش وهربوا ملك