فلم يوافق على ذلك البرجية، وعاد أيبك البغدادىّ وبكتوت الفتّاح وقجقار «1» ببقية البرجية إلى القاهرة، وصاروا مع الملك المظفّر بيبرس، وسار برلغى وآقوش إلى الملك الناصر فيمن بقى من الأمراء والعساكر، فاضطربت القاهرة لذلك.

وكان الملك المظفّر قد أمّر فى مستهلّ شهر رمضان سبعة وعشرين أميرا ما بين طبلخاناه وعشرات، منهم من مماليكه: صديق وصنقيجى «2» وطوغان وقرمان وإغزلو وبهادر؛ ومن المماليك السلطانية سبعة وهم: قراجا الحسامىّ وطرنطاى المحمّدى وبكتمر الساقى وبهادر قبجاق وانكبار «3» وطشتمر أخو بتخاص ولاچين؛ وممن عداهم جركتمر «4» بن بهادر وحسن بن الردادى، ونزلوا الجميع إلى المدرسة «5» المنصورية ليلبسوا الخلع على جارى العادة، واجتمع لهم النقباء والحجّاب والعامّة بالأسواق ينتظرون طلوعهم القلعة، وكلّ منهم بقى لابس الخلعة، فاتّفق أن شخصا من المنجّمين كان بين يدى النائب سلّار، فرأى الطالع غير موافق، فقال: هذا الوقت ركوبهم غير لائق، فلم يلتفت بعضهم ولبس وركب فى طلبه، فاستبردوهم العوامّ وقالوا:

ليس له حلاوة، ولا عليه طلاوة؛ وصار بعضهم يصيح ويقول: يا فرحة لا تمّت.

ثم أخرج الملك المظفّر عدّة من المماليك السلطانية إلى بلاد الصعيد وأخذ أخبازهم، وظنّ الملك المظفّر أنه ينشئ له دولة، فلما بلغه مسير برلغى وآقوش نائب الكرك إلى الملك الناصر سقط فى يده وعلم زوال ملكه، فإن برلغى كان زوج ابنته وأحد خواصّه وأعيان دولته، بحيث إنّه أنعم عليه فى هذه الحركة بنيّف وأربعين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015