فيها (أعنى سنة تسعين وستمائة) توفّى الشيخ عزّ الدين أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن طرخان الأنصارىّ السّويدىّ «1» الطبيب المشهور، وهو من ولد سعد بن معاذ الأوسىّ- رضى الله عنه- كان قد تفرّد فى آخر عمره بمعرفة الطبّ، وكان له مشاركة جيّدة فى العربيّة والتاريخ، واجتمع بأكابر الأطبّاء وأفاضل الحكماء، مثل المهذّب «2» عبد الرحيم بن علىّ الدّخوار وغيره، وقرأ علم الأدب على جماعة من العلماء، وكان له نظم جيّد. من ذلك قوله فى خضاب اللّحية:

لو أنّ تغيير لون شيبى ... يعيد ما فات من شبابى

لما وفى لى بما تلاقى ... روحى من كلفة الخضاب

قلت: ويعجبنى قول الشيخ صفىّ «3» الدين عبد العزيز الحلّى فى هذا المعنى:

قالوا اخضب الشيب فقلت اقصروا ... فإنّ قصد الصدق من شيمتى

فكيف أرضى بعد ذا أنّني ... أوّل ما أكذب فى لحيتى

غيره فى المعنى:

يا خاضب اللّحية ما تستحى ... تعاند الرحمن فى خلقته

أقبح شئ قيل بين الورى ... أن يكذب الإنسان فى لحيته

ومن شعر عزّ الدين صاحب الترجمة [مواليا «4» ] :

البدر والسعد ذا شبهك وذا نجمك ... والقدّ واللّحظ ذا رمحك وذا سهمك

والبغض والحبّ ذا قسمى وذا قسمك ... والمسك والحسن ذا خالك وذا عمّك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015