وأكثر من ولى من بنى أميّة أربعة من أولاد عبد الملك بن مروان: وهم الوليد وسليمان ويزيد وهشام؛ قيل: إنّ عبد الملك رأى فى نومه أنّه بال فى محراب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أربع بولات، فأوّله المعبّرون بأنّه يلى الخلافة من ولده لصلبه أربعة، فكان كذلك. وأمّا ثلاثة الإخوة: فالأمين محمد والمأمون عبد الله والمعتصم محمد أولاد الرشيد هارون. ثم وقع ذلك أيضا لبنى العبّاس فى أولاد المتوكّل جعفر، ولى من أولاده ثلاثة: المنتصر والمعتزّ والمعتمد. ثمّ وقع ذلك أيضا للمعتضد ولى من أولاده ثلاثة: وهم المكتفى «1» علىّ والمقتدر جعفر والقاهر محمد. ثم وقع ذلك للمقتدر جعفر ولى من أولاده ثلاثة: الراضى والمتّقى والمطيع. ونادرة أخرى، قيل: إنّ المستنجد بن المقتفى رأى فى حياة والده فى منامه كأنّ ملكا نزل من السماء فكتب فى كفه أربع خاءات معجمات، فعبّروه أنّه يلى الخلافة سنة خمس وخمسين وخمسمائة فكان كذلك. وقد خرجنا عن المقصود، ونعود إلى ذكر صلاح الدين.
ثم ذكر ابن الأثير شيئا عن أحوال صلاح الدين إلى أن قال: وتوفّى العاضد وجلس صلاح الدين للعزاء، واستولى على قصره وجميع ما فيه؛ فكان قد رتّب فيه قبل وفاة العاضد بهاء الدين قراقوش، وهو خصىّ يحفظه، فحفظ ما فيه حتّى تسلّمه صلاح الدين، ونقل صلاح الدين أهله إلى مكان منفرد، ووكّل بهم من يحفظهم، وجعل أولاده وعمومته وأبناءه فى إيوان بالقصر، وأخرج من كان فيه من العبيد والإماء، فأعتق البعض ووهب البعض وأخلى القصر من سكّانه وأهله. فسبحان؟؟؟
من لا يزول ملكه! قال: ولمّا استولى صلاح الدين على القصر وأمواله وذخائره اختار منه ما أراد، ووهب أهله وأمراءه، وباع منه كثيرا، وكان فيه من