وهو أخو ركن الدولة الحسن، وعماد الدّولة علىّ. وكان معزّ الدولة يعرف بالأقطع؛ كان أصابته جراح طارت بيده اليسرى وبعض أصابع اليمنى. وهو عمّ عضد الدولة الآتى ذكره أيضا.
وفيها توفى علىّ بن الحسين بن محمد بن أحمد بن الهيثم الإمام العلّامة أبو الفرج الأصبهانىّ الكاتب، مصنّف كتاب الأغانى وغيره؛ سمع الحديث وتفقّه وبرع واستوطن بغداد من صباه، وكان من أعيان أدبائها؛ كان أخباريّا نسّابة شاعرا ظاهرا بالتشيّع. قال أبو علىّ التّنوخىّ: كان أبو الفرج يحفظ من الشعر والأغانى والأخبار والمسندات والأنساب مالم أر قطّ مثله، ويحفظ سوى ذلك من علوم أخر، منها: اللغة والنحو والمغازى والسّير. قلت: وكتاب الأغانى في غاية الحسن.
وكان منقطعا إلى الوزير المهلّبىّ وله فيه غرر مديح، وله فيه من جملة قصيدة يهنّئه بمولود من سرّيّة:
اسعد بمولود أتاك مباركا ... كالبدر أشرق جنح ليل مقمر
سعد لوقت سعادة جاءت به ... أمّ حصان «1» من بنات الأصفر
متبحبح «2» فى ذروتى شرف العلا ... بين «3» المهلّب منتماه وقيصر
شمس الضحى قرنت إلى بدر الدّجى ... حتى إذا اجتمعا «4» أتت بالمشترى