ومن شعر المتنبىّ قصيدته التى أولها:
أجاب دمعى وما الداعى سوى طلل ... [دعا فلبّاه قبل الركب «1» والإبل]
فمنها قوله:
والهجر أقتل لى ممّا «2» أراقبه ... أنا الغريق فما خوفى من البلل
ومنها:
لعلّ عتبك محمود عواقبه ... فربّما صحّت الأجسام بالعلل
ويعجبنى قوله «3» من شعره:
خير أعضائنا الرءوس ولكن ... فضلتها بقصدك الأقدام
وما أحسن مطلع قصيدته:
إذا غامرت في شرف مروم ... فلا تقنع بما دون النجوم
ومنها:
فطعم الموت في أمر حقير ... كطعم الموت في أمر عظيم
ومنها:
وكلّ شجاعة في المرء تغنى ... ولا مثل الشجاعة في الحكيم
وكم من عائب قولا صحيحا ... وآفته من الفهم السقيم
ولكن تأخذ الأذهان منه ... على قدر القرائح والعلوم
مات المتنبىّ قتيلا بالنّعمانيّة «4» . وفيها توفّى محمد بن حبّان بن أحمد بن حبّان الحافظ العلامة أبو حاتم التّميمى البستىّ صاحب التصانيف المشهورة، كان عالما بالفقه