وَيَضْمَنُ بِحَفْرِ بِئْرٍ عُدْوَانٍ،

ـــــــــــــــــــــــــــــ

و (السباح): العوام، من السبح، وهو: العوم في الماء والتقلب فيه.

قال الجوهري: ويقال: إنه لا ينسى.

وقوله تعالى: {إن لك في النهار سبحا طويلا} أي: تردادا في أمورك كما يتردد السابح في الماء.

قال قوم من العلماء: معناه: أنه إن فات حزب الليل بنوم أو عذر .. فليخلف بالنهار.

واختلف في قوله تعالى: {والسابحت سبحا}:

فقيل: النجوم؛ لأنها تسبح في فلك.

وقيل: الملائكة؛ لأنها تتصرف في الأمور بأمر الله تجيء وتذهب.

وقيل: الشمس والقمر والليل والنهار.

وقيل: السحاب؛ لأنها كالعائمة في الهواء.

وقيل: المنايا تسبح في نفوس الحيوان.

وقيل: جماعة الخيل، ولذلك يقال للفرس: سابح.

وقيل: حيتان البحر، وهي من عظيم المخلوقات، فيروى: أن الله تعالى بث في الدنيا ألف نوع من الحيوان منها: أربع مئة في البر، وست مئة في البحر.

قل: (ويضمن بحفر بئر عدوان)؛ لتعديه بذلك.

هذا إذا لم يعلم به الإنسان، فإن علم وتعمد حتى هلك .. فلا ضمان على الحافر، وصورة العدوان لا تخفى، فإن كان الهالك بها آدميا .. فالدية على العاقلة، أو دابة أو مالا آخر .. فالغرم في ماله حيا وميتا، فلو حفر في أرض غيره عدوانا .. فرضاه بإبقائها محفورة كرضاه بحفرها ابتداء على الأصح.

ومقتضى كلام المصنف: أنه لا فرق في تضمين الحافر بين التردي فيها ليلا أو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015