أَمَّا بَعْدُ:
فَإِنَّ الاِشْتِغَالَ بِالْعِلْمِ مِنْ أَفْضَلِ الطَّاعَاتِ،
ـــــــــــــــــــــــــــــ
والرابع: في كل مجلس.
والخامس: في أول كل دعاء وآخره؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا تجعلوني كقدح الراكب، اجعلوني في أول الدعاء، وفي وسطه، وفي آخره) رواه الطبراني عن جابر.
و (الفضل): ضد النقص.
و (الشرف): العلو.
و (لديه) بمعنى: عنده.
قال: (أما بعد). هذه الكلمة يأتي بها المتكلم إذا أراد الانتقال من أسلوب إلى غيره، ويستحب الإتيان بها في الخطب والمكاتبات؛ اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد عقد البخاري لها باباً في (كتاب الجمعة) [944]، وذكر فيه أحاديث كثيرة. وهي بضم الدال، والتقدير: أما بعد ما ذكر من الحمد والصلاة. وفي المبتدئ بها أقوال:
أحدها: داوود عليه الصلاة والسلام، وأنها فصل الخطاب الذي أوتيه.
الثاني: قس بن ساعدة الإيادي.
الثالث: كعب بن لؤي.
الرابع: يعرب بن قحطان.
الخامس: سبحان بن وائل، ولذلك يقول [من الطويل]:
لقد علم الحي اليمانون أنني .... إذا قلت: (أما بعد) أني خطيبها
قال: (فإن الاشتغال بالعلم من أفضل الطاعات).
(الاشتغال): افتعال من الشغل، وفيه أربع لغات: شغل وشغل وشغل وشغل.