الْبَرَّ الْجَوَادِ، الَّذِي جَلَّتْ نِعَمُهُ عَنِ الإِحْصَاءِ بِالأَعْدَاءِ،
ـــــــــــــــــــــــــــــ
و (الحمد): الثناء بالكامل بذكر الصفات الجملية، والأفعال الحميدة، سواء كان في مقابلة نعمة أم لا.
والشكر: ما كان في مقابلة نعمة، وبينه وبين الحمد خصوص وعموم من وجه.
والألف واللام في (الحمد) لاستغراق الجنس، أي: الحمد على تنوعه لله، وهو نقيض الذم.
وقال الزمخشري: الحمد والمدح أخوان، وهو قول الطبري وثعلب، والتحقيق: أنه أعلم من الحمد.
واسم (الله): علم على المعبود بحق، الجامع لصفات الإلهية، وهو الباري جل وعلا.
وأشهر الأقوال: أنه مشتق، والألف واللام من بنية الاسم لا للتعريف ولا لغيره؛ لأن حرف النداء يدخل عليه.
وهو أعظم الأسماء وأجمعها وأكثرها استعمالاً، ولذلك لم يثن ولم يجمع، وذكر في (القرآن) في ألفين وثلاث مئة وستين موطناً.
قال: (الباء) هو بفتح الباء من أسمائه الحسنى، قال تعالى: {إنَّهُ هُوَ البَرُّ الرَّحِيمُ}، أي: الذي إذا عبد أثاب، وإذا سئل أجاب.
وقيل: معناه العطوف على عباده ببره ولطفه.
قال: (الجواد) رواه البيهقي وغيره في (الأسماء)، ومعناه: الواسع العطاء.
وقيل: المتفضل بالنعم قبل استحقاقها، المتكفل للأمم بإدرار أرزاقها، وجمعه: جود وأجواد وأجاويد.
قال: (الذي جلت نعمه عن الإحصاء بالأعداء) أي: عظمت أن تحصى عدداً، قال تعالى: {وإن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا}.
و (الإحصاء): الضبط والإحاطة، لكن (الأعداد) جمع قلة، والشيء قد لا يضبطه العدد القليل، ويضبطه الكثير، فكان الصواب التعبير بالتعداد الذي هو مصدر عدد.