وَسَبُّ الرِّيحِ،
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وإنما سميت أنواء؛ لأنه إذا سقط الساقط منها بالمغرب .. ناء الطالع بالمشرق أي: نهض وطلع.
وكانت العرب تنسب إليها المطر وربما أخلفت كما قال الأول [من البسيط]:
لا تعجبن لخير زل عن يده .... فالكوكب النحس يسقي الأرض أحيانًا
قال: (وسب الريح)؛ لأنه خلق من خلق الله تعالى، وجند من أجناده.
وفي (سنن أبي داوود) [5056] و (النسائي) [سي 931] و (المستدرك) [4/ 285] عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الريح من روح الله تعالى تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب، فإذا رأيتموها .. فلا تسبوها، وسلوا الله خيرها، واستعيذوا به من شرها).
قوله: (من روح الله) - بفتح الراء- معناه: من رحمة الله بعباده.
وفي (أبي داوود) [4872] و (شعب البيهقي) [5236]- بإسناد جيد- عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلًا نازعته الريح رداءه فلعنها، فقال عليه الصلاة والسلام: (لا تلعنها فإنها مأمورة، ومن لعن شيئًا ليس له بأهل .. رجعت اللعنة عليه).
والرياح أربع: التي من تجاه الكعبة: الصبا، ومن ورائها: الدبور، ومن جهة يمينها: الجنوب، ومن جهة شمالها: الشمال بفتح الشين وفيها خمس لغات.
ولكل من هذه الرياح طبع ونفع كفصول السنة، فـ (الصبا): حارة يابسة،