يقول موريس بوكاي: "إن أي نقد جاء للنصوص يبدأ بالبحث عن الاختلافات النصية. ويظهر هنا أن ليس في مجموع المخطوطات المعروفة لإنجيل يوحنا نص آخر مختلف من شأنه أن يغير المعنى سوى تلك الفقرة 14: 26 من المخطوطة السريانية الشهيرة المسماة "Palimseste". والفقرة لا تشير هنا إلى الروح القدس وإنما إلى الروح فقط1.. فيما عدا هذه الملاحظة وبعض الاختلافات النحوية التي لا تغير شيئًا من المعنى العام للنص.
وما يهم هو أن المعروض هنا فيما يتعلق بالمعنى الدقيق للفعلين: "يسمع"، و"يتكلم". يجب أن يسري على كل مخطوطات إنجيل يوحنا, وهذا هو واقع الحال، إن فعل "يسمع entendre" في الترجمة الفرنسية هو فعل "akouo" باليونانية، ويعني استقبال أصوات. وقد أعطى الفعل اليوناني، على سبيل المثال، كلمة "acoustique" بالفرنسية، و"acoustics" بالإنجليزية، وتعني علم الأصوات.
وإن فعل "يتكلم parler" في الترجمة الفرنسية فهو فعل "Laleo" باليونانية، ومعناه العام إصدار أصوات وخاصة صوت الكلام. ويتكرر هذا الفعل كثيرًا في النص اليوناني للأناجيل وذلك عند الإشارة إلى تصريح خطير للمسيح في أثناء تبشيره. ويصبح من الواضح إذن أن المقصود بالاتصال بالناس هنا لا يكمن مطلقًا في إلهام من عمل الروح القدس، إنما هو اتصال ذو طابع مادي واضح، وذلك بسبب مفهوم إصدار الأصوات المرتبط بالكلمة اليونانية التي تعرفه. إن الفعلين اليونانين "akouo و"Laleo" يعنيان فعلين ماديين لا يمكن أن يخصا إلا كائنا يتمتع بجهاز للسمع وآخر للكلام، وبالتالي فمن