فسارت به من حينه نحو أمه. . . تخاف عليه إن أقام العواديا

وما زال محروساً أميناً مؤمناً. . . سبوقاً صدوقاً سامي القدر عالياً

حيياً وفياً خاشعاً متواضعاً. . . كريماً حليماً يستفز الرواسيا

وفي سيره للشام شام بقربه. . . بروق الهدى من لم يكن قط رائياً

أكب عليه في طريق مسيره. . . بدير بحيراً (?) للمدى مترامياً

ولما رأى تلك العلامة لم يزل. . . لما وافق الكتب القديمة باكياً

وكانت به من علة الشوق غلة. . . فساق له منها الطبيب المداويا

وقصته في ذا المجاز وعمه. . . به ظمأ قد صير الصبر فانيا

فأهوى ولا ماء إلى الأرض راكضاً. . . ففجر ينبوعاً من الماء جارياً

وكم بان من يسر لميسرة (?) به. . . يرد أخا سكر الغواية صاحياً

فكان إذا اشتد الهجير أظله. . . غمام عليه لا يزال مماشيا

وأخبره نسطور بصرى (?) ببعثه. . . فأظهر من غيب الرسالة خافياً

* * *

وبغضت الأصنام للمصطفى فلم. . . يزل هاجراً فعل الضلالة قالياً

طور بواسطة نورين ميديا © 2015