فسارت به من حينه نحو أمه. . . تخاف عليه إن أقام العواديا
وما زال محروساً أميناً مؤمناً. . . سبوقاً صدوقاً سامي القدر عالياً
حيياً وفياً خاشعاً متواضعاً. . . كريماً حليماً يستفز الرواسيا
وفي سيره للشام شام بقربه. . . بروق الهدى من لم يكن قط رائياً
أكب عليه في طريق مسيره. . . بدير بحيراً (?) للمدى مترامياً
ولما رأى تلك العلامة لم يزل. . . لما وافق الكتب القديمة باكياً
وكانت به من علة الشوق غلة. . . فساق له منها الطبيب المداويا
وقصته في ذا المجاز وعمه. . . به ظمأ قد صير الصبر فانيا
فأهوى ولا ماء إلى الأرض راكضاً. . . ففجر ينبوعاً من الماء جارياً
وكم بان من يسر لميسرة (?) به. . . يرد أخا سكر الغواية صاحياً
فكان إذا اشتد الهجير أظله. . . غمام عليه لا يزال مماشيا
وأخبره نسطور بصرى (?) ببعثه. . . فأظهر من غيب الرسالة خافياً
* * *
وبغضت الأصنام للمصطفى فلم. . . يزل هاجراً فعل الضلالة قالياً