وشعر وكتابة وكما نبغ في كل العلوم التي ذكرنا أفراد عديدون، كذلك نبغ في الأدب والشعر أفراد نجد تراجمهم لأول مرة إلى جانب تراجم نظرائهم من الأندلسيين وغيرهم في المجموعات الأدبية المعروفة: كقلائد العقيان وذخيرة ابن بسام وغيرهما. وشارك الأمراء المرابطون والرؤساء منهم في طلب العلم والتحصيل، فنجد مثلاً أبا الحسين بن سراج وهو من أعلم الناس بالنحو وإشعار العرب وحكاياتها ولغاتها وأخبارها يجتمع إليه للسماع منه نحو الخمسين من رؤساء الملثمين مع مهرة الكتاب كأبي عبدالله بن أبي الخصال وتلك الطبقة. ونجد مثل ابن أيوب الفهري راوية الحديث المسلسل في الأخذ باليد (?) يأخذه عنه جم غفير من الناس فينافسهم في ذلك الأمير سير بن علي بن يوسف، والرئيس المنصور بن محمد ابن الحاج المتوني. وكان المنصور هذا من رجال العلم والفضل، سمع بمرسية من أبي علي الصدفي، وله سماع كثير من شيوخ جلة وفي بلاد شتى كأبي محمد بن عتاب وأبي بحر الأسدي بقرطبة، وطارق بن يعيش ببلنسية وغيرهم. وكان ملوكي الأدوات سامي الهمة نزيه النفس راغباً في العلم منافساً في الدواوين العتيقة والأصول النفيسة. جمع من ذلك ما أعجز أهل زمانه. قالوا: وهو فخر لصنهاجة ليس لهم مثله من دخل الأندلس. ومثله زاوي بن مناد المعروف بابن تقسوط في كثرة السماع والأخذ عن أبي علي الصدفي وغيره، وكان ديناً فاضلاً معنياً بالعلم وكتب بخطه على دقته علماً كثيراً. وكذلك الأمير إبراهيم بن يوسف بن تاشفين المعروف بابن تعيشت (?) والي مرسية، سمع من أبي علي الصدفي وكان له منه دولة (?) خاصة في منزله، وله أيادٍ جمة في رعاية العلم والأدب فضلاً عن نجدته وشجاعته. «وبالجملة فهو من بيت جهاد واجتهاد»، كما قال ابن الأبار في معجم أصحاب أبي علي. ثم زاد قائلاً: «وفي دولة أخيه علي نفقت العلوم والآداب وكثر النبهاء وخصوصاً الكتاب» وحكى أبو بكر بن الصيرفي في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015