وما كنت أدري قبلهم أن معشراً. . . أقاموا كتاباً من نفوس الكتائب
هو الفتح أعيا وصفه النظم والنثرا. . . وعمت جميع المسلمين به البشرى
وأنجد في الدنيا وغار حديثه. . . فراقت به حسناً وطابت به نشرا
تميز بالأحجال والغرر التي. . . أقل سناها يبهر الشمس والبدرا
لقد أورد الإدفونش شيعته الردى. . . وساقهم جهلاً إلى البطشة الكبرى
حكى فعل إبليس بأصحابه الألى. . . تبرأ منهم حين أوردهم بدرا
أطارته شدات تولى أمامها. . . شريداً وأنسته التعاظم والكفرا
رأي الموت للأبطال حوليه ينتقي. . . فطار إلى أقصى مصارعه ذعرا
وقد أوردته الموت طعنة ثائر. . . وإن لم يفارق من شقاوته العمرا
ولم يبق من أفنى الزمان حماته. . . وجرعه من فقد أنصاره صبرا
ودارت رحى الهيجا عليهم فأصبحوا. . . هشيماً طحيناً في مهب الصبا مذرى
يطير بأشلاء لهم كل قشعم. . . فما شئت من نسر غدا بطنه قفرا
فكيف رأي المغتر عقبي اغتراره. . . وكيف رأي الغدار في غيه الغدرا
وكان يرى أقطار أندلس له. . . متى يرم لم يخطئ بأسهمه قطرا
فسلاه يوم الأربعاء عن المني. . . فما يرتجي مما تملكه شبرا