هو أبو الحسن علي بن أحمد الخزرجي الشامي، به شهر قومه لأن من الشام كان قدوم سلفهم، وهم من بيوتات فاس، وكان لهم مع أبي العباس المنصور مصاهرة، وكان أبو الحسن هذا أحد شعراء دولته والمقربين منه، وهو شاعر مفن كلف بإدخال المذيع والمحسنات اللفظية في شعره؛ لكن حيث لا يظهر عليها أثر التكلف والصنعة، يحكم الوصف ويجده وأبدع من وصفه غزله الذي يستثير عاطفة الحب من مكامنها في القلوب.
له لطائف أدبية نظماً ونثراً سنأتي على ذكرها في محلها، ومن وصفه عند ابن معصوم: «أديب له في الأدب مذهب، طرازه بحسن البلاغة مذهب، وشعره ألطف من دل الحبيب، وأسحر من مقلة الشادن الربيب؛ يتصور فيه ولا يتكلف، ويتقدم ولا يتخلف؛ فهو إذا تغزل أهدى نفحات نجد، وإذا تذكر أورى لفحات شوق ووجد، على أن عليه من الجزالة ديباجة، تفوق عبقري الوشي وديباجه، ولا يشينه من الكلام حوشيه ولا يلم بساحة أنسه وحشيه». توفي سنة 1032.
أبو عبدالله محمد بن عمرو بن أبي القاسم الشاوي. قال الشيخ عبد الواحد الشريف في وصفه: «الفقيه الأديب الكاتب الذي ارتفع صيته في مقامات الأخلاق وسما، وغدا بين النظراء في عذوبة الشمائل علماً. وحصل من الأدب اليانع على حظ وافر ونصيب، ورمي إلى غرض الإجادة في منازعه بالسهم المصيب، وتدرع من حسن الخلق جبة لا تلقيها رياح الانزعاج والغضب؛ فنسلت القلوب إلى محبته من كل حدب، فلأن، أبقاه الله تضرب به في لين العريكة الأمثال، وتتهاداه لفضائله وفواضله الملوك والأقيال، وأنا له من الخير الجزيل كل منال.»