محمد بن محمد بن علي بن المقال أبو عبد الله العلامة الأصولي المعقولي الفيلسوف، من أهل تازة، عرف به بلديه الأستاذ أبو الحسن بن بري فقال: كان من العلماء المحققين المصلين المشاركين، أخذ أولاً بتازة علم الفرائض والعدد على أبي عبد الله العباس بن مهدي والنحو والكلام على أبي عبد الله الترجالي واستوطن فاساً ودأب على القراءة واستفرغ وسعه في المعقول سنين عديدة، حتى حصل التعاليم وأتقنها ثم أخذ أخيراً في التفسير والفقه الخلافي وكان له حظ وافر من اللغة والأدب والبيان والعروض والشعر والكتابة. وكان آخر عمره كثير التلاوة القرآن، محافظاً على صلاة الجماعة، وله وردة من الليل، وبالجملة ما رئي في وقته من حصل من علوم الفلاسفة مثل ما حصله مع الديانة والوقوف مع الشريعة. وأخذ في آخر عمره في تدريس الفقه، فكان آية. وتوفي بفاس سنة 725 ودفن أثر صلاة الجمعة داخل باب الفتوح، وقد قارب الخمسين. قال في نيل الابتهاج: وله أجوبة حسنة في التفسير والأصول أجاب بها أبا زيد بن العشاب.
أبو زيد عبد الرحمن بن أبي الربيع اللجائي الفاسي، العالم الرياضي الكبير. كان متحققاً بأجزاء من علم الهندسة والهيئة والحساب. نشأ في حجر والده أبي الربيع. وكان من فقهاء فاس، وممن أخذ عن القرافي. وهو الذي أدخل مختصر ابن الحاجب الفقهي إلى فاس، فكان يأخذه بطريقته من قراءة الفقه، ولكنه رأى ذات يوم في النوم كأنه صعد إلى السماء وأخذ يقلب نجومها واحداً بعد واحد فقص رؤياه على أبيه، فقال له أقصد ابن البناء وأخذ عنه علومه، قال ابن قنفد: «كان اللجائي آية في فنونه، ومن بعض أعماله أنه اخترع أسطرلاباً ملصوقاً في جدار والماء يدير شبكته على الصفيحة، فيأتي الناظر فينظر إلى ارتفاع