وكذلك لما أعطى أبا هريرة نعليه ليخرج فيبشر الناس بما ذكره له1، فإنّهم إذا رأوا معه نعليه، علموا أنّه لم يعطه [النعلين] 2 إلا علامة.

وكذلك قد يكون بين الشخص وبين غيره سر لم يطلع عليه المرسَل، فيقول له: أعطني علامة. فيقول: قل له: بعلامة ما تكلمتَ أنت وهو في كذا وكذا، أو ما فعلت أنت وهو كذا وكذا؛ فيعلم المرسَل إليه أنَ المرسِل هو أعلم هذا الرسول بهذا الأمر؛ إذ كان غيره لم يعلمه، ويعلم أنه ليس له في إعلامه به مقصود إلا أن يكون علامة له على تصديقه.

ثم أكثر هذه الآيات التي هي علامات للناس يرسلونها مع من يرسلونه ليعرف صدقه: هي قطيعة عند المستدلّ بها المرسَل إليه؛ من الأهل، والأصدقاء، والوكلاء، والنواب، وغيرهم: يأتيهم الرجل بعلامة وهي مستدلة [بصاحبهم] 3؛ فيعلمون قطعاً أنّ هذا جاء من عنده، ويعلمون قطعاً أنّه لم يرسله بتلك العلامة إلا ليعلموا صدقه.

لا يخطر لسعد بن عبادة حين رأى عمامة النبيّ صلى الله عليه وسلم معهم أنهم أخذوها بغير قصده؛ بأن [تكون] 4 [وقعت] 5 منه، ونحو ذلك. بل قد عُلِم أنّها كانت على رأسه، وهو راكب في الجيش، وقد أرسلها مع هذا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015