الخالق، والمحدَث نفسه يُعلم بصريح العقل أنّ له محدِثاً.

وهذه الأدلة التي [تدلّ] 1 بنفسها قد تُسمّى الأدلة العقلية، ويسمّى النوع الآخر2 الأدلة الوضعية؛ لكونها إنّما دلّت بوضع واضع.

والتحقيق: أنّ كلاهما عقلي، إذا نظر فيه العقل علم مدلوله3.

لكنّ هذه تدلّ بنفسها، وتلك تدلّ بقصد الدالّ بها؛ فيعلم بها قصده. وقصده هو الدالّ بها؛ كالكلام؛ فإنّه يدلّ بقصد المتكلم به، وإرادته، وهو يدلّ على مراده، وهو يدلنا بالكلام على ما أراد، ثم يستدلّ بإرادته على لوازمها؛ فإن اللازم أبداً مدلولٌ عليه بملزومه.

والآيات التي [تدلّ] 4 بنفسها مجرّدة نوعان؛

منها: ما هو ملزومٌ مدلولٌ عليه بذاته، لا يمكن وجود ذاته دون وجود لازمه المدلول عليه؛ مثل دلالة المخلوقات على الخالق.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015