وهو سبحانه أمر أن يُسأل أهل الكتاب، وأهل الذكر عما عندهم من العلم [بأمور] 1 الأنبياء؛ هل هو من جنس ما جاء به محمّد، أو هو مخالفٌ له؛ ليتبيّن بأخبار أهل الكتاب المتواترة جنس ما جاءت به الأنبياء، وحينئذٍ فيعرف قطعاً أنّ محمّداً نبيّ، بل هو أحقّ بالنبوّة من غيره.

والثاني: أن يسألوهم عن خصوص محمّد، وذكره عندهم. وهذا يعرفه الخاصّة منهم، ليس هو معروفاً كالأوّل يعرفه كل كتابي؛ قال تعالى: {قلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ [وَشَهِدَ] 2 شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ} 3.

تفسير قوله تعالى: {وشهد شاهد من بني إسرائيل}

وقوله: {شَهِدَ شَاهِدٌ} : ليس المقصود شاهداً واحداً معيّناً، بل ولا [يُحتَمل] 4 كونه واحداً. وقول من قال: [إنه] 5 عبد الله بن سلام6 ليس بشيء7؛ فإنّ هذه نزلت بمكة قبل أن يعرف ابن سلام8، ولكنّ المقصود

طور بواسطة نورين ميديا © 2015