من يُكذّبُ في اللفظ، ومنهم من يُحرّف الكلم في المعنى، ومنهم جُهّال لا يفقهون ما يقرؤون؛ قال تعالى: {أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤمِنُوا لَكُمْ} 1، إلى قوله: {فَوَيْلٌ لَهُم مِمَّا كَتَبَتْ أيْدِيهم وويلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُون} 2.

وكذلك هم مخالفون للأدلة العقلية.

الأنبياء كملوا الفطرة ومخالفوهم أفسدوا الحس والعقل والخبر

فالأنبياء كمّلوا الفطرة، وبصّروا الخلق؛ كما تقدّم3 في صفة محمّد [صلى الله عليه وسلم] 4: أنّ الله يفتحُ به أعيناً عُمياً، وآذاناً صُمّاً، وقلوباً غُلفاً.

ومخالفوهم يُفسدون الحسّ والعقل، كما أفسدوا الأدلة السمعية.

والحسّ والعقل بهما تُعرف الأدلة.

والطرق ثلاثة: الحسّ، والعقل، والخبر.

فمخالفوا الأنبياء أفسدوا هذا، وهذا، وهذا.

أما إفسادهم لما جاء عن الأنبياء: فظاهرٌ.

مخالفوا الأنبياء قسمان:

وأما إفسادهم للحسّ والعقل: فإنّهم قسمان:

قسمٌ أصحاب خوارق حسيّة؛ كالسحرة، والكهّان، وضلال العُبّاد.

وقسمٌ أصحاب كلام واستدلال بالقياس والمعقول.

وكلٌّ منهما يُفسد الحسّ والعقل.

أصحاب الحال الشيطاني

أما أصحاب الحال الشيطانيّ: فقد عُرف أنّ السحر يُغيّر الحسّ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015