بخلاف اسم الساحر؛ فإنه اسم معروف في جميع الأمم. وقد يدخل في ذلك عندهم المخدوم الذي تخبره الشياطين ببعض الأمور الغائبة.

ولكون الساحر يأتي بالخوارق شبَّهوا النبي [به] 1، وقالوا: ساحر. فدلّ ذلك على قدرٍ مشترك.

من الفروق بين النبي والساحر

لكن الفرقان بينهما أعظم، كالفرق بين الملائكة والشياطين، وأهل الجنة وأهل [النّار] 2، وخيار الناس وشرارهم. وهذا أعظم الفروق بين الحق والباطل3.

والكفّار قالوا عن الأنبياء: إنَّهم مجانين وسحرة4.

[فكما] 5 يُعلم بضرورة العقل من وجود أعظم الفرق بينهم وبين المجانين، وأنهم أعقل الناس وأبعدهم عن الجنون، فكذلك يعلم بضرورة العقل أعظم الفرق بينهم وبين السحرة، وأنهم أفضل الناس وأبعدهم عن السحر.

فالساحر يُفسد الإدراك، حتى يُسمع الإنسان الشيء، ويراه، ويتصوّر خلاف ما هو عليه6.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015