بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الأول من كتاب "النبأ العظيم" مولود جديد ... قديم؛ جديد في مقطعه ونهايته، قديم في مطلعه وبدايته.
كان مسقط رأسه في الحرم الجامعي، منذ نيف وعشرين عامًا؛ ولكنه لم يبرز منه يومئذ إلا عنقه وصدره.. أما أطرافه فلم تنشأ، وأما خلقه فلم يكتمل إلا اليوم.
لقد شهد طلاب الأمس بداية أمره، حين كان يملى عليهم نجومًا متفرقة، في فترات متلاحقة أو غير متلاحقة، وكانوا كلما اجتمعت منه صفحات معدودة لا تزيد عن عقد وبعض عقد، استعجلوا طبعها، وجعلوا يستحثون همة المؤلف لوضع لاحقتها.
ثم أتت بعد ذلك شئون1 حالت دون إتمام وضعه، بله إكمال طبعه؛ فبقي القدر الذي طبع منه حبيسًا في دار الطبع، أو مقصورًا على الرعيل الأول من طلاب هذا البحث.. حتى أذن أذن العلي القدير -وكل شيء عنده بمقدار- أن يضيف المؤلف إليه