باب ذكر الآية السابعة قال جل وعز: فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا فكان هذا ناسخا لما تقدم من حكم الله جل وعز في حظر الغنائم لأنها لم تحل لأحد قبل أمة محمد عليه السلام وإنما كانت تنزل نار من السماء فتأكلها والدليل على صحة هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم " لم

بَابُ ذِكْرِ الْآيَةِ السَّابِعَةِ قَالَ جَلَّ وَعَزَّ: {فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا} [الأنفال: 69] فَكَانَ هَذَا نَاسِخًا لِمَا تَقَدَّمَ مِنْ حُكْمِ اللَّهِ جَلَّ وَعَزَّ فِي حَظْرِ الْغَنَائِمِ لِأَنَّهَا لَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَإِنَّمَا كَانَتْ تَنْزِلُ نَارٌ مِنَ السَّمَاءِ فَتَأْكُلُهَا وَالدَّلِيلُ عَلَى صِحَّةِ هَذَا قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لَمْ تَحِلَّ الْغَنَائِمُ لِأَحَدٍ قَبْلَنَا» وَفِي الْحَدِيثِ أَنَّهُمْ لَمَّا أَسْرَعُوا إِلَيْهَا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [الأنفال: 68] قِيلَ الْمَعْنَى لَوْلَا أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى سَبَقَ مِنْهُ أَنَّهُ لَا يُعَذِّبُ أَحَدًا إِلَّا بَعْدَ التَّقَدُّمِ إِلَيْهِ لَعَاقَبَكُمْ قَبْلُ، وَقِيلَ لَوْلَا أَنَّهُ سَبَقَ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى أَنَّهُ لَا يُعَذِّبُ أَحَدًا عَلَى صَغِيرَةٍ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ لَعَاقَبَكُمْ وَفِيهِ غَيْرُ هَذَا قَدْ ذَكَرْتُهُ، وَأَكْثَرُ الْعُلَمَاءِ تَقُولُ فِي الْآيَةِ الثَّامِنَةِ إِنَّهَا مَنْسُوخَةٌ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015