حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَمُوتُ، بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " وَنَزَلَتْ سُورَةُ الْأَنْفَالِ بِالْمَدِينَةِ فَهِيَ مَدَنِيَّةٌ، قَالَ جَلَّ وَعَزَّ: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ} [الأنفال: 1] الْآيَةَ لِلْعُلَمَاءِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ خَمْسَةُ أَقْوَالٍ، فَأَكْثَرُهُمْ عَلَى أَنَّهَا مَنْسُوخَةٌ بِقَوْلِهِ تَعَالَى {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ} [الأنفال: 41] وَاحْتَجَّ بَعْضُهُمْ بِأَنَّهَا لَمَّا كَانَتْ مِنْ أَوَّلِ مَا نَزَلَ بِالْمَدِينَةِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُؤْمَرَ بِتَخْمِيسِ الْغَنَائِمِ وَكَانَ الْأَمْرُ فِي الْغَنَائِمِ كُلِّهَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَبَ أَنْ تَكُونَ مَنْسُوخَةً بِجَعْلِ الْغَنَائِمِ حَيْثُ جَعَلَهَا اللَّهُ تَعَالَى وَقَائِلُو هَذَا الْقَوْلِ يَقُولُونَ: الْأَنْفَالُ هَاهُنَا الْغَنَائِمُ وَيَجْعَلُ بَعْضُهُمُ اشْتِقَاقَهُ مِنَ النَّافِلَةِ وَهِيَ الزِّيَادَةُ قَالَ: فَالْغَنَائِمُ أَنْفَالٌ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى نَفَّلَهَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّىاللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَصَّهُمْ بِذَلِكَ