الثاني: قارئ مسيء آثم: وهو القادر على دراسة علم التجويد والإلمام بقواعده وتطبيق تلك القواعد عمليا في قراءته. وقد يملك كل ما يعينه على ذلك من سلامة جهاز النطق وخلوه من العيوب والعاهات الخلقية ولكنه رغم ذلك متهاون متواكل متكاسل يتّكل على ما ألف من حفظه مستعينا بنفسه مستبدا برأيه مستكبرا عن الرجوع إلى عالم يوقفه على صحيح لفظه.
الثالث: قارئ مسيء معذور: ومنه مثلا من كان في مكان لا يوجد به عالم بالتجويد ولا معلم كالمغترب النائي ببلد يندر فيها أن يجد من يعلمه (وإن كانت الدول الأجنبية تعج الآن بالعديد من المراكز الإسلامية ودور التحفيظ لشتى طوائف المسلمين) أو أن يكون القارئ بلسانه عوج أو عيب خلقي يحول بينه وبين النطق السليم وإخراج الحروف من مخارجها الصحيحة. فهذا قارئ معذور غير آثم لأنه رغم ذلك العيب يدرس ويجاهد لتصويب قراءته فهو في ذلك ليس معذورا فحسب بل هو أيضا مأجور ضعف أجر القارئ المعافى في نطقه ومخارج حروفه. لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم «والذي يقرأ القرآن وهو يتعتع فيه، وهو عليه شاق له أجران».
للقراءة ثلاث مراتب هي: 1) التحقيق 2) الحدر 3) التدوير
1) التحقيق:
وهو المبالغة المحمودة في الإتيان بالشيء على وجهه الصحيح من غير زيادة ولا نقصان والمراد به القراءة باطمئنان وتؤدة مع إعطاء الحروف حقها ومستحقها مع تدبر المعاني (باختصار هو البطء والترسل في التلاوة مع مراعاة أحكام التجويد من غير إفراط) (?).
2) الحدر:
هو الإسراع في القراءة مع مراعاة الأحكام والحذر من الخطأ أو الإخلال بنطق الحروف.